المفارقة اللطيفة قبل ان نبدأ، هي ان الشيوعية كالحركات الاسلامية لا تعترف بالعلمانية كأساس للحكم، لأنها لا تعترف بالمواطنة كاساس للحقوق وانما الاساس هو الانتماء للايديولوجيا الشيوعية التي، عقلاً، لا يمكن ان تتحقق إلا إذا كان المجتمع كله شيوعي ! . (...)
من انت أيها الانسان ، ولماذا انت هنا ! وهل انت مُسير كالبهيمة أم مُخير ومُكرم كالخليفة؟ .
بدون الاسئلة الوجودية الكبرى والمقلقة ، سيكون الدين مجرد ترديد وتقليد واتباع (هذا ما وجدنا عليه آباءنا) ! .
اهم حاجة وأكتر حاجة تم تغييبها (بحرفية وقسوة) هي (...)
يُنسب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه قوله "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرءان"، واضح جداً أنه رضي الله عنه كان يتكلم بلسانٍ سياسيٍ مبين ، فهو يعرف جيداً كيف تُدار أمور الناس من باب "اهو منزلٌ أنزله الله فليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ، أم هو (...)
الدين من الحياة كالماء والهواء ، فهو بهذا لا يُشكل تفاصيل حياة الناس ، وفي نفس الوقت تستحيل حياة الناس بدونه "لون الماء لون إنائه".
طبيعة الدين واحدة ، تعمل على مستوى وجدان "الفرد" العميق ، وفي ذلك يكون الدين صالحاً لكل الافراد وفي كل الأزمان (...)
القوانين يضعها الاقوياء ليزدادوا قوة ! وعندما يبلغوا منتهى القوة تُصبح هذه القوانين آصار وأغلال، ويتحول عامة الناس إلى عبيد ، وتُصبح الحياة جحيماً لا يُطاق ، فتستجيب السماء لأشواق الأرض التي تصرخ هل من مصلح ، فيظهر الرسول "يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ (...)
خوفي أن يصبح القتل عادة ! .
والاحتفال بموت الشباب هو الرسالة ! .
لقد بات واضحاً أن هنالك "عجزاً كُلياً" تعاني منه القوى المدنية التي اتت بها الصدفة المحضة الى مراكز القيادة.
فدماء الشباب التي ما فتئت تسيل بغزارة حتى الآن كفيلة باغراق البرهان وملئه (...)
قبل البدء لا بد من الإشارة سريعاً إلى أن التصوف شيء ، والطرق الصوفية ومشايخ التصوف شيءٌ آخر ، فالأول علمٌ وعملٌ بالعلم وارتقاءٌ في مقامات القُرب من الله تعالى ، عن طريق تخلية النفس من شوائب "الأنا" وتعلقاتها الدنيوية ، ثم تحليتها بصفات الله تعالى (...)
الهمباتة بالسوداني !
الصعاليك والشطار ، في الأدب العربي !
روبن هود ! في الأدب الانجليزي !
كل الحكومات بمختلف اشكالها ، انما هي تطور طبيعي للهمبتة ولكن بصورة قانونية ! والقانون في نهاية الأمر هو محاولة لتشريع ممارسات من يضع القانون ! فكلما تطورت (...)
يُسيطر على مزاج (السودان) محتالون بديباجات سياسية وثقافية ودينية ، هذا المزاج الفاسد ظلَّ يُنتج نُخب ومفكرون وحُكَّام وزعماء وقيادات أهلية فاسدة ، ينفقون الأموال بسخاء على ملابسهم (مظاهرهم) على حساب الاهتمام بشؤون الناس وحاجاتهم . يدعي هؤلاء (...)
عندما يهتف المواطن بالمدنية كشعار، على السياسي ان يترجم هذا الشعار في صورة برنامج عمل وخارطة طريق واضحة المعالم لبلوغ غايات ذلك الشعار!
لا ينبغي للسياسي أن يجتر الشعارات، فذلك ليس دوره وانما دور المواطن في الشارع!
بدون برنامج وطني شامل يأخذ في (...)
جاء أستاذ جامعي إلى حكيم صيني ليتعلم الحكمة على يديه! .
جلس الإثنان إلى طاولة الشاي ، وقام المعلم بصب الشاي في كأس ضيفه حتى امتلأت ، ولكنه تابع السكب وأخذ الشاي يتدفق من الكأس .
فقال الضيف : لقد امتلأت الكأس وما عادت تستوعب المزيد من الشاي ! .
هنا (...)
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)!
العبادة أن تنطلق في الحياة باحثاً عن رزقك "غذاء، كساء، فكر، علم"، ذاكراً الله تعالى في كل أفعالك وأقوالك، وذكر الله أن تُجوِّد (...)
العقيدة لغةً هي "مصدر مِن اعتَقَد يعتقدُ اعتقادًا وعقيدة، مأخوذٌ من العَقد، وهو: الرَّبط والشدُّ بقوَّة وإحْكام، ونحو ذلك ممَّا فيه توثُّق وجزم؛ ولذا يُطلَق العقد على البيع والعهد والنِّكاح واليمين ونحوهما من المواثيق والعُقود؛ لارتباط كلٍّ من (...)
لا يوجد سياسي نزيه! وإن وُجد فهو قابل لتغيير مساره عند أول مفترق سياسي، ذلك لأن السياسة بطبيعتها لا ثبات فيها، كل شيء فيها يهتز، وباهتزازها تدور الرؤوس ويذهب الوقار، وتصبح المبادئ شعار.
كل سياسي يحمل في داخله انحياز، يعتقد جازماً أنه انحيازٌ للحق، (...)
يؤمن كثير من المسلمون بحتمية ظهور (المهدي المنتظر) الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئن جوراً وظلماً! باعتباره شرطاً لقيام الساعة!
المفارقة أنه لا يوجد أثر لهذا المهدي في صحيحي البخاري ومسلم! ناهيك عن خلو القرءان الكريم تماماً من مثل هذه الروايات!
ما (...)
الخطأ قد لا يكون في الاتجاهات، وإنما في الوجهة نفسها، فنحن نصلي صلاة صحيحة الشروط، ولكنها صلاة بلا غاية (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)! فالسهو ليس عن الذهاب (...)
ما السر في حصر معنى الفروج في (الأعضاء التناسلية) فقط! وبالتالي ما ملكت أيمانكم في الجواري والعبيد، ليصبح المفهوم محصوراً في العلاقات الجنسية! كما لو أن هذا الدين نزل حصراً لطبقة الأسياد والأشراف!
(أَفَلَمۡ يَنظُرُوۤا۟ إِلَى 0لسَّمَاۤءِ فَوۡقَهُمۡ (...)
خروج مشايخ الصوفية في هذا التوقيت لإعلان محاربتهم للمدنية والعلمانية، ينطوي على الكثير من "السياسة" التي لم نعهدها في الصوفية من قبل! وهذا لعمري له ما بعده من إخراج الطرق الصوفية من حيادها الذي ظل يحفظ نسيج هذا الوطن، رغم التقلبات التي عصفت به!
حياد (...)
من يدعو إلى الكراهية والحقد والبغض هو شخص مريض، يعاني مركبات نقص في بنية شخصيته، فهو يوظف الدين لممارسة نقائصه واحباطاته وفشله! يخلق لنفسه "بطلاً من ورق"، سلاحه مشاعر وعواطف البسطاء والتائهون في الحياة بلا هدف! الذين لا يفقهون من الدين سوى "المبايعة (...)
إذا فهمت الفرق بين الدين والتدين فلن تُكَفِّر بعد اليوم أحداً! وستترك هذه المهمة لخالق العباد لا إله إلا هو! الدين هو النص المقدس كما جاء، والتدين هو فهم الناس لهذا النص، الدين ثابت، وفهم الناس متغير! من يدعي بأنه قد حوى مراد الله فقد أشرك بالله! (...)
من اراد الدين فعليه بالدنيا! ومن أراد الدنيا فعليه بالدين، ومن أرادهما جميعاً، فعليه بالعقل والعلم والتدبر والنظر، وتقبل كل رأي مخالف على أنه يعكس مستوى معين من الفهم، لا بد من وجوده لتكتمل الخلافة والاختلاف (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ (...)
يقول المثل السوداني "الشينة منكورة"، في دلالة إلى أن العمل السيء لا صاحب له!
ينطبق هذا القول على مخرجات إدارة السودان اليوم، فشكاوى المسؤولين تفوق شكاوى المواطنين مرارةً وحرقةً، ولسان حال المواطن "ضربني بكى، وسبقني اشتكى"، خطورة هذا المشهد أن (...)
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)!
من الآيات التي لا يتم الوقوف عندها، وإن وقفت عندها، أوقفتك التفاسير عند "فلليهوديّ وجهة هو موليها، وللنصراني وجهة هو موليها"، وحالت بالتالي دون سريان مفهوم الاية في حياتنا وجعلتها (...)
في تصوري لا علاقة للتصوف بالصوف أو الجلود أو حتى الصفة! فالتصوف مفهوم عابر لكل الأديان والأزمان، وهو ليس حكراً على دين دون آخر، بل هنالك غير متدينون يمارسون التصوف!
الاختلاف بينهم في المحتوى، ووسائل نشدان الحكمة، هذا الاختلاف نجده حتى بين الطرق (...)